السعودية تنتظر رجلها القوي بعد رحيل الأمير نايف ، لمن يكون ولاية العهد ..؟ : بعد أن امتلك مفاتيحها لمدة تجاوزت الـــ30 عاماً ودع الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وزارة الداخلية تاركاً إرثاً ثقيلاً لمن يخلفه تمثل في محاور عدة أهمها محاربة الإرهاب التي ما فتئ الفقيد وهو يكافح جذوره أينما وجدت في مختلف مناطق السعودية.
ولي العهد السعودي الراحل الذي عرف عنه الصرامة والحزم والمحافظة على العادات المتوارثة، كان الابن 23 من أبناء الملك عبد العزيز من زوجته الاميرة حصة السديري، هو الآن يطوي آخر صفحات عقده السابع بعد مسيرة سياسية حافلة انطلقت بتوليه إمارة الرياض وهو في العشرين من العمر قبل ان يعين وزيراً للداخلية عام 1975، حيث نجح في الحفاظ على أمن المملكة.
وتقلد الأمير نايف منصب ولي العهد السعودي بعد وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود وقبل ذلك كان يشغل منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء منذ 27 مارس 2009 ووزير الداخلية منذ عام 1975 حيث اعتبره مراقبون من أفضل من سعى لتحقيق مستوى للتعاون الأمني العربي، ويحسب له إنجاز الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي أقرها وزراء الداخلية والعدل العرب.
وعرف عن الأمير نايف محاربته الشرسة لتنظيم القاعدة في المملكة بمساعدة نجله محمد، مما أدى الى فرار قادة التنظيم وعناصره باتجاه اليمن حيث اتحدوا مع الفرع المحلي وباتوا يشكلون تهديدا للمصالح السعودي حيث تعرض قصر نايف بجدة لمحاولة هجوم بعد أن قاد حملة على مسلحي تنظيم القاعدة بين عامي 2003 و2006، إذ أطلق مسلح النار نقطة تفتيش قرب قصره كما نجا نجله ومساعده محمد بن نايف من محاولة اغتيال قام بها شخص فجر نفسه بعد أن تظاهر بأنه مطلوب تائب.
يأتي ذلك في الوقت الذي أجمع فيه محللون سياسيون على نجاح التجربة السعودية، التي قادها الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي الراحل، في مجال مكافحة الإرهاب، وأكدوا أن التجربة السعودية تعد نموذجاً يحتذى به دولياً في حرب العالم ضد القاعدة.
ويحسب لولي العهد المتوفى بسط الأمن والأمان ومكافحة الإرهاب، وتنظيم القاعدة الذي استهدف السعودية، فقبل 7 سنوات كان التنظيم يحاول أن يفجر مباني حكومية آهلة، وكانت هناك محاولة لتفجير وزارة الدخلية، فأحبطها الأمير بجهوده، إلا أنه في المقابل تمتع بشبكة علاقات دولية واسعة على صعيد التعاون الأمني. فأوجد ما يسمى نظام "المناصحة" لمن يسلم نفسه، لمحاولة جذب الشباب الضال الذين استقطبهم تنظيم القاعدة وذلك دون أن يتبع كوزير للداخلية الأسلوب البوليسي، بل سعى للمحافظة على حقوق الناس أمنياً ووظيفياً.
اليوم، لا تزال أبواب وزارة الداخلية السعودية تنتظر من يكمل ما بدأه ولي العهد الراحل الذي اعتمد على إستراتيجية العصا والجزرة في القضاء على جذور الإرهاب من خلال الوقوف على البعد الإنساني والاجتماعي والبيئة الحياتية للشخص المدان بالإرهاب، لدراستها، منعاً لتكرارها مع أشخاص آخرين مكرساً بصمات واضحة أفضت منظومة أمنية ثابتة وواثقة، بدليل أن كثيراً من الدول التي تعرضت للإرهاب تزعزع أمنها على عكس المملكة العربية السعودية، التي بقيت ثابتة وقوية.
المصدر وكالات
المصدر وكالات
إرسال تعليق